لص طليق! (الماضي يتحدي!)
استيقظت هذا الصباح وأنا أنظر إلي عيني في المرآة وقد أصابها الإجهاد الشديد من جراء "وصلة بكاء" في ساعات الليل المتأخرة بعد أن تذكرت موقفاً كان قاسياً في وقعه عليّ .
وعلي الرغم من أنه حدث منذ فترة ليست بالقريبة وكاد أن يلقي في سلة محذوفات الزمن إلا أنني بمجرد الحديث عنه في الهاتف مع شخصية أرادت معرفة التفاصيل وجدت نفسي أنهمر في بكاء مرير!
عندما وجدت أن عيني قد تأذت في الصباح وجدتني أهمس لنفسي :" ما الفرق بينك وبين الموتي؟"
الموتى منعهم الموت من مواصلة الحياة، ونحن أحياناً نختار أن نفقد أهم ما يميزنا كأحياء .
كل يوم نستيقظ فيه هو بمثابة حياة جديدة ، وفرصة جديدة للتعلم من مآسي الماضي وأخطائه ،
فرصة جديدة للحلم بمستقبل أفضل، فرصة جديدة لعيش الحاضر.
كثيراً ما نقتل الحاضر بطعنات الماضي وخناجر الخوف من المستقبل.
نجتهد كثيراً في أن نحمي بيوتنا وممتلكاتنا وسياراتنا من السرقة بإقامة الأسوار والأبواب وتشغيل أجهزة الإنذار،
وفي الوقت ذاته نسمح للماضي بأن يسرق وبكل يسر جمال الحاضر وإشراقة المستقبل.
نسمح له بأن ينسينا بأننا مازلنا أحياء وبأنه مازالت هناك فرصة للأفضل.
نخطئ بشدة عندما نسمح لأي شخص تعمد إيذاءنا في الماضي بأن يستمر في إيذائنا وبملء إرادتنا في حاضرنا
بأن نصر علي التفكير فيما فعله ، ونصر أن نجدد أحزاننا وجروحنا فيصبح الحاضر والمستقبل تكراراً لما تأذينا منه في الماضي فلا تقتصر المعاناة علي يوم واحد ولا وقت معين بل تمتد لتشمل أياماً عديدة لأننا رفضنا أن ننهيها ونخرجها من دائرة أفكارنا، فنصبح أشبه بحال وصفها القرآن الكريم:
(كلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) سورة النساء 56
مع كل إشراقة شمس في الحياة تتبدل جلودنا لا لنزداد عذاباً بل لتلتئم جراحنا ونتذوق روعة الأشياء من حولنا ،فإما أن نغتنم الفرصة والمنحة والهدية الربانية و نقيد الماضي بأغلال الأمل والتسامح وإما أن نختار له دوماً أن يبقي حراً طليقاً ليسرق كل ما هو جميل منا!
اسلوبك حلو قوي ياميمو وتفكيرك كمان
ردحذفانا اتفاجئت بمدونتك
سعيده بمعرفة انسانة جميلة زيك
ربنا يوفقك ديما للي فيه الخير
حبيبتي وسام منورة المدونة بجد
ردحذفوسعيدة برؤية اسم مبدعة مثلك في المدونة.
الغالية أميمة،،
ردحذفكم أثرّ فيّ هذا الموضوع
والله أتى في وقته،،،
نعم،، فنحن من نجلب تعاستنا عندما
نفضل نعيش في الماضي القديم
بل ونذكره ،، ونبكي عليه،،
حان الوقت،، نعم حان الوقت
لنزج ذلك اللص الطليق في السجن
بل لنحكم عليه بالإعدام
ونمضي قدماً
تحياتي،، وأتمنى أن لا يزعجك مروري
نسرين
ردحذفكما عهدتك دوماً
رقية التعليقات صادقة الكلمات وامشاعر
أتمني لك كل الخير يا من تجسدين طموح كل فلسطينية.
أسعدني جداً مرورك وتشرفني جداً متابعتك عزيزيتي.
عندك حق والله .
ردحذفأحيانا أكون في قمة سعادتي وضحكتي وأجد الماضي يثمثل أمامي فاتوقف ويتغير وجهي الي العبوس ومن ثم البكاء .
كلمات واقعية وصادقة
جزاكي الله خيرا أختي أميمة
نور
وجزاك مثله يا نور
ردحذفبجد سعيدة بزيارتك للمدونة
ومنوراها يا أحلي نور.
أميمة
بجد كلامك جميل وهذا ما نصارع أنفسنا دوما لفعله.
ردحذفولكن أين المفر إذا كانت هذه الذكريات تلاحقنا دوما
بل وتتكرر نفس المواقف من نفس الشخصيات ؟!!!
وليس أمامك ذلك الزر السحري ...
بضغطة عليه تنتهي كل آلامك
فلا نملك إلا قول رحماااااااااااك يارب
أهدي لنا نفوسنا.
وجزاك الله خيرا
آمين يارب
ردحذفمنورة المدونة يا نور.