المخزون!
في كثير من الأحيان أشعر أن الإنسان كالوعاء الفارغ الذي يحاول كل ما يقابله أن يملأه . إلا أن هذا الوعاء يتميز بخصائص معينة تميزه عن غيره وهو أنه قابل للتمدد واستيعاب أكثر مما نتصور ومقدار التمدد هذا يختلف من شخص لآخر كما أن هذا الوعاء قابل لأن يمتلأ بكل شئ وبالمتضادات معاً دون شكوى .
خلقنا الله –عز وجل ــ لا نعلم شيئاً , وعاء فارغ وخلق لنا السمع والبصر والفؤاد لنملأ هذه الأوعية.
وفي كل موقف نتعرض له نكون مطالبين بإخراج المخزون في هذا الوعاء ...قد نكون مطالبين بإخراج مخزون الصبر وقد نكون مطالبين بإخراج مخزون الأمل والتفاؤل وقد نكون مطالبين بإخراج مخزون الصدق وغيره مما اختزناه خلال خبرتنا البشرية وتجربتنا الإنسانية.
وتكون الحكمة من وضعنا في مواقف الأزمات والاختبارات والابتلاءات لتكشف لنا أنفسنا بصورة شفافة وحقيقية دون زيف أو ادعاء .
نصبح عندها كالواقف أمام المرآة ليري هل لديه حقاً هذا النوع من المخزون وإذا كان لديه فما كميته؟
أشارت الآيات القرآنية في أكثر من موضع لهذا الأمر فيما معناه أن الله يختبرنا ليميز الخبيث من الطيب، ليبلو أخبارنا، ليعلم الصادق من الكاذب وهو الأعلم بمكنونات صدورنا ولكن ليقيم الحجة علي الخلق.
استوقفتني هذه الآيات الكريمة التي لمست فيها مفهوم المخزون:
" حتي إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا"
"حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متي نصر الله ألا إن نصر الله قريب"
واستوقفني بيت الشعر: ضاقت ولما استحكمت حلقاتها.... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
دائماً هناك نقطة نشعر فيها بقرب نفاد المخزون باختلاف أنواعه وهي النقطة التي تنفرج بعدها الأزمات عادة
لتؤكد لنا الشواهد والأزمات والمواقف الإنسانية أنها ما جاءت إلا لقياس كمية هذا المخزون لدينا!
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف