منذ صغري وأنا أسمع مصطلح " العصا والجزرة" يتردد كثيراً وفهمت فيما بعد أن هذه سياسة يستغلها
كل ديكتاتور أو دولة عظمي لإرغام الآخرين علي تنفيذ
ما يريد فيغريهم بالحصول علي الجزرة إن نفذوا ما يريد وإن أبوا ضربهم بالعصا وإن لم تعجبهم الجزرة ضربهم أيضاً بالعصا !وقد يختلف الأسلوب قليلاً فيجعل الجزرة معلقة كما بالصورة كي تكون بعيدة المنال
مهما فعلوا .
وإن صح أن نطلق علي هذا العصر اسماً فأعتقد أن "عصر الجزرة "ربما يكون تسمية مناسبة !
أثناء الثورة المصرية كان الحزب الحاكم يخيرنا ما بين الاستقرار-ولو علي الفساد والظلم- (الجزرة)
والفوضي (العصا) .
ولعلنا نري هنا أن الجزرة لم تعد منحة سنفوز بها إذا فعلنا ما يطلب منا...لا...لقد تحولت إلي شئ جميل
لا نستطيع الاستغناء عنه يتم تهديدنا بفقدانه!
و لكن يبدو أن طول المكث مع هذا النظام قد أكسبنا نفس النهج في التفكير!
فبعد الثورة وقبل الاستفتاء الأخير كانت هناك دعوات لقول :نعم لا لشئ إلا لعودة الاستقرار سريعاً
وقد انجذب العديد لهذا الرأي رغم عدم اقتناعهم بقول نعم ربما.... لماذا؟ لأنهم يخافون أو علي الأصح
تم تخويفهم من عودة الفوضي (العصا). إذا كان النظام السابق قد استخدم العديد من الفزاعات مثل فزاعة الإخوان وفزاعة الفوضي وفزاعة ايران
لقمع الثورة فأري أنه تم استخدام فزاعة الفوضي وفزاعات أخري بعد الثورة .
ونحن عادة نخاف من الفقدان الوهمي للجزرة فنقع في الفخ كثيراً ليبقي الاستقرار هو الجزرة التي يتم
تعليقها لنا دوماً باختلاف الأشخاص والظروف.
وقد تتخذ أشكالاً أخري غير الاستقرار لكن في النهاية
تبقي ...جزرة!
وأري أن هذه السياسة تستخدم حتي في العديد من المواقف علي مستوي العلاقات الشخصية ربما
وعلي مستوي الأفراد العاديين في حياتنا اليومية ، فكثيراً ما حاول أحد الأشخاص أن يجبرنا علي فعل ما
يريد
وقد يكون نجح في اقناعنا بفعله عن طريق تصويره لشئ هام في حياتنا لا نستطيع الاستغناء عنه بالجزرة التي سنفقدها
إذا لم ننصاع لأوامره!
ومما يساعد دوماً علي الوقوع في هذا الفخ هو الخوف غير المبرر الذي سواء كهذا الذي ينتابنا حالياً
من كل آخر
في مجتمعنا ، أو الخوف ممن ينتهج هذه السياسة بالدرجة التي تصور إلينا أنه يستطيع فعلاً أن
يحرمنا من الجزرة!
ولا أتحدث هنا موقف من يتبع معنا سياسة الجزرة بل أتحدث عن موقفنا المفترض بنا
اتخاذه نحو هذه السياسة.
لذا أقترح أن نتبني حملة لمقاطعة ...الجزر !!
السلام عليكم
ردحذفتشبيه قريب جدا أختي أميمة..
لكن الثورة قام بها من لا يرضون بأن توضع لهم الخيارات.. يعني لا عصا ولا جزرة.. بل من يصنعون مستقبلهم بمعية ومباركة من الله عز وجل..
أما الذين لا يستغنون دائما عن أقل الخيارات حتى لو كان فيها ذلهم.. فلن يختفوا ابدا... هذه سنة الله في كونه.. القلة هي التي تصلح وتقود إلى الإصلاح.. والكثرة تجر من بطونها إلى الحق جرا...!!!!
تحياتي أختي الكريمة.
وعليكم السلام
ردحذفشكراً يا أ.ماجد وعجبتني جدا الجملة الأخيرة لحضرتك .
اميمة
ردحذفحلو اوي التشبيه ده.. وكان زيه تشبيه علاء الاسواني لما قال على الشعب المصري مصاب بمتلازمة استكهولم
احنا فعلا اتعودنا نخاف من اي حاجة.. مش فارقة الحاجة دي صح ولا غلط المهم اننا نبقى خايفين.. خايفين من كل حاجة جديدة وخايفين من حتى من النجاح اللي حققناه
مش عارفة ده من ايه وهيستمر لامتى وهنغيره ازاي
دعاء بجد منورة المدونة كلها ...المدونة مفتقداكي من زمان ..متفقة معاكي ان الخوف بقي من الصفات اللي منتشرة في مجتمعنا المصري يمكن ده بسبب السياسات القمعية للنظام البائد واللي استمرت فترة طويلة جداً
ردحذفبحيث تغلغل الخوف في أركان الثقافة المصرية .
لكن ظني ان ده مش هيدوم ا ن شاء الله خصوصاً بعد نجاح الثورة المصرية وزيادة الوعي لكن شئنا أم أبينا هيظل فيه مجموعة متأثرة بالفكر ده زي ما قال أ.ماجد القاضي.
شكرا لك يا دودو