أحياناً نتعلق بشئ رسمناه في خيالنا ووضعنا له مواصفات الكمال وأقنعنا أنفسنا بأن سعادتنا مرهونة بتحقيقه
وكل يوم يزداد تعلقنا به ، وفي خضم الأحداث نتناسي أنه لم يكن إلا مجرد" حالة" خلقناها في أذهاننا
وأخذنا نكررها حتي توهمنا أنها حقيقة ، و ننسي أن هذا الشئ يختلف كثيراً في حقيقته المجردة وصورته الواقعية
التي فضلنا أن نغض الطرف عن تقييمها بحياد واقعين في ذلك تحت تأثير هذا التعلق والرغبة في ايجاد الفردوس المفقود
في حياتنا ، وبمرور الوقت نكتشف أننا أضعنا وقتاً طويلاً تحت هذا الأسر ، وعندما نكون مطالبين بفك القيود
والتحرر من إمرة هذا التعلق تتملكنا مشاعر متضاربة بين: الحزن علي قصور من التمني بنيناها في الهواء ،وبين بقايا آمال
تأبي أن تغادرنا ربما تستمد قوتها من هذه السعادة التي كان يمنحنا إياها مجرد مرور هذا الشئ علي أذهاننا...
فنكون وقتها مثل المدخن المدمن عندما يكون مطالباً بالإقلاع يكون مشتتاً بين نوعين من المشاعر : نوع يحثه علي الإقلاع
من أجل بدأ حياة جديدة والتخلص من أسره وقيوده ، ونوع يطالبه بالاستمرار خوفاً من فقد السعادة التي كانت تعطيه
إياها سيجارته!
لعل هذا الموقف هو الوحيد الذي تلام فيه الضحية لا الجلاد لأننا ببساطة من اختار وبملء إرادته أن تلف القيود
حول عنقه لأننا كنا نراها عقوداً من اللؤلؤ لا قيوداً ستكبلنا في حياتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق