السبت، 26 ديسمبر 2009

الكراسي الموسيقية!

أتذكر هذه اللعبة التي كنا نلعبها ونحن في سنوات الطفولة عندما تتنافس مع مجموعة من الأطفال في الحصول علي مقعد من المقاعد التي يقل عددها عن عدد المتسابقين بمقدار واحد فور أن تسمع صوت الموسيقي يتوقف.
كانت لعبة بسيطة لكنها كانت تتطلب مهارات للفوز منها : التركيز، والسرعة .
لا أدري لم تذكرتها هذه الأيام ..
ربما لأنها شبيهة بأوضاع حالية في مجتمعاتنا التي باتت تعاني من ازدحام سكاني لم يسبق له مثيل في العصور السابقة في حضارتنا العربية والإسلامية.
الآن لابد أن ندرك جميعاً كشباب وخريجين جدد أن الفرص المتاحة أقل من عددنا الفعلي
تماماً كما كانت الكراسي في اللعبة أقل من عدد المتسابقين، ولابد من امتلاك المهارات اللازمة للحصول علي ما نريد ، إننا في عصر لابد أن نتميز فيه لأن المنافسة صارت قوية مع كثرة عدد الخريجين .

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

لص طليق! (الماضي يتحدي!)

لص طليق! (الماضي يتحدي!)
استيقظت هذا الصباح وأنا أنظر إلي عيني في المرآة وقد أصابها الإجهاد الشديد من جراء "وصلة بكاء" في ساعات الليل المتأخرة بعد أن تذكرت موقفاً كان قاسياً في وقعه عليّ .
وعلي الرغم من أنه حدث منذ فترة ليست بالقريبة وكاد أن يلقي في سلة محذوفات الزمن إلا أنني بمجرد الحديث عنه في الهاتف مع شخصية أرادت معرفة التفاصيل وجدت نفسي أنهمر في بكاء مرير!
عندما وجدت أن عيني قد تأذت في الصباح وجدتني أهمس لنفسي :" ما الفرق بينك وبين الموتي؟" الموتى منعهم الموت من مواصلة الحياة، ونحن أحياناً نختار أن نفقد أهم ما يميزنا كأحياء .
كل يوم نستيقظ فيه هو بمثابة حياة جديدة ، وفرصة جديدة للتعلم من مآسي الماضي وأخطائه ، فرصة جديدة للحلم بمستقبل أفضل، فرصة جديدة لعيش الحاضر. كثيراً ما نقتل الحاضر بطعنات الماضي وخناجر الخوف من المستقبل.
نجتهد كثيراً في أن نحمي بيوتنا وممتلكاتنا وسياراتنا من السرقة بإقامة الأسوار والأبواب وتشغيل أجهزة الإنذار، وفي الوقت ذاته نسمح للماضي بأن يسرق وبكل يسر جمال الحاضر وإشراقة المستقبل. نسمح له بأن ينسينا بأننا مازلنا أحياء وبأنه مازالت هناك فرصة للأفضل.
نخطئ بشدة عندما نسمح لأي شخص تعمد إيذاءنا في الماضي بأن يستمر في إيذائنا وبملء إرادتنا في حاضرنا بأن نصر علي التفكير فيما فعله ، ونصر أن نجدد أحزاننا وجروحنا فيصبح الحاضر والمستقبل تكراراً لما تأذينا منه في الماضي فلا تقتصر المعاناة علي يوم واحد ولا وقت معين بل تمتد لتشمل أياماً عديدة لأننا رفضنا أن ننهيها ونخرجها من دائرة أفكارنا، فنصبح أشبه بحال وصفها القرآن الكريم:
(كلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) سورة النساء 56
مع كل إشراقة شمس في الحياة تتبدل جلودنا لا لنزداد عذاباً بل لتلتئم جراحنا ونتذوق روعة الأشياء من حولنا ،فإما أن نغتنم الفرصة والمنحة والهدية الربانية و نقيد الماضي بأغلال الأمل والتسامح وإما أن نختار له دوماً أن يبقي حراً طليقاً ليسرق كل ما هو جميل منا!