رأيت أن من أفضل ما أبدأ به هذه المدونة هو هذا الموضوع الذي طرحته قبلاً ووافقني فيه عدد من الأصدقاء
انه موضوع شبكة العنكبوت.
عندما نريد تحليل أسباب أي مشكلة معاصرة نجد ان مسبباتها تتداخل مع بعضها تماماً مثل شبكة العنكبوت
ومن الخطأ أن نركز علي علاج سبب واحد ونترك بقية الاسباب لأننا بهذا نكون مثل الشخص الذي ضايقه أن صنبور المياه قد أغرق له المنزل فأخذ في مسح المياه وازالتها ولكنه نسي إغلاق الصنبور مصدر المياه.
وكما ذكرت فإننا عند تحليل اي مشكلة معاصرة سنجد أن نظرية العنكبوت منطبقة عليها بشكل كبير.
وإليكم مشكلة توضح ما أقصده:
مشكلة الموظف المرتشي بالمصالح الحكومية:
عندما تذهب لقضاء مصالحك ببعض المنشآت الحكومية يقوم الموظف المختص بابتزازك لتدفع له رشوة لينهي لك عملك
وإن لم تستجب فمن المحتمل أن مصلحتك لن تقضي وسيقنعك أنه لا حق لك ويثبت لك ذلك بالقانون.
إذا أردنا ان نحلل أسباب هذه الظاهرة ونسأل أنفسنا لماذا؟ فسنجد الجواب كالآتي:
(1)بالنسبة للموظف المرتشي:
لجأ لذلك بسبب:
*عدم كفاية المرتب بالنسبة له...لماذا؟
لأن الأسعار في زيادة ومرتبه لا يكفي مواجهة ضروريات الحياة....ولماذا عدم التوازن بين المرتبات والاسعار؟
لأننا لم ندرس مدي كفاية المرتبات بالنسبة للموظفين ولم نبادر لزيادتها...ولأننا لم نفرض رقابة علي زيادة الاسعار.
*لأنه لا يوجد عنده أخلاق...لماذا؟ لعدم نشر الثقافة الدينية بما يكفي...لماذا؟ لأن المناهج الدينية في حاجة للتغيير والخطاب الديني في حاجة للتطوير.
(2) بالنسبة للقوانين:
إنها غير ملائمة لمصلحة المواطن فاضطر لدفع رشوة للتحايل عليها أحياناً
او أنها تمتلأ بالروتين القاتل فلكي يتخلص من عنائه يقبل ابتزاز الموظف له مقابل أن تقضي مصالحه.
ولماذا القوانين غير ملائمة؟ لأن القائمين عليها لم يغيروها منذ القدم..لماذا؟ لعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب ...لماذا لانتشاء الواسطة في التعيينات ..لماذا؟
لانعدام الضمير.
هل لاحظتم أن بداية خيط شبكة العنكبوت هو الضمير؟
والآن هل تؤمنون معي بنظرية العنكبوت؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق