الأربعاء، 17 يونيو 2009

الساعة كام؟!!

لعلك قد تعرضت يوماً لهذا الموقف الذي تعرضت له . في بيتنا عدة ساعات حائط معلقة في اماكن مختلفة ومن الطبيعي ان يكون الوقت واحد بهن وفي يوم ما نظرت الي احدي الساعات فعلمت منها الوقت ثم نظرت إلي الاخري فوجدت ان هناك فرقاً في التوقيت 10 دقائق وكانت الساعة الثالثة مختلفة عن الاثنتين السابقتين عندها سألت من حولي ماهي الساعة المظبوطة كي أتبعها؟ كلنا نحاول دوماً أن نعرف ما هو التوقيت الصحيح كي نضبط ساعاتنا تبعاً له فلا أحد يحب أن تكون ساعته مختلفة عن ساعات الناس لأن هذا سيسبب له اضطراب كل مواعيده وإذا ما تغيرت الساعة تبعاً للتوقيت الشتوي أو الصيفي نبادر لتغييرها جميعاً دون اعتراض.لماذا؟
لأننا نريد مقياساً نسير عليه ونلجأ إليه إذ ما تضاربت الأقوال والبيانات ...ويمكننا أن نعمم هذا الاحتياج في كل شئون حياتنا ونعده ضرورة من ضروريات الحياة . إننا في حاجة دوماً لأن نسير تبعاً لقانون ثابت ينظم العلاقات ويوضح الحقوق والواجبات وفي حاجة أشد لنعلن سيادة هذا القانون بحيث يحكمنا هو ولا تتحكم فيه اهوائنا . لقد أدرك الانسان منذ القدم أهمية وضع القوانين وبأن تطبق علي الجميع فنجد أن بعض الكتب تحدثت عن قوانين وضعها قدماء المصريين بالاضافة إلي شريعة حمورابي في الدولة البابلية ,وبغض النظر عن صحة أو خطأ هذه القوانين إلا أنها أنشئت لتنظم الدولة ولكي تكون مقياساً يسير عليه الجميع في تعاملاتهم وإذا ما خرج عنه أحد استحق العقاب لضمان استمرار سيادة القانون.
الدين الإسلامي والقوانين: وفي عقيدتنا الاسلامية سن لنا الاسلام مجموعة من القوانين كي تكون المقياس الذي نسير عليه ونلجا اليه لمعرفة الصواب إذا ما تعددت الاتجاهات وتضاربت, وشدد الإسلام علي أهمية أن يطبق هذا المقياس ففي الحديث الشريف:"لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابداً كتاب الله وسنتي "
وقيمة أخري ركز عليها الدين وهي ان القانون يجب أن يطبق علي الجميع ابتداءً من ولي الأمر وأهله ففي الحديث الشريف:"إنما أهلك الذين كانوا قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" وفاطمة هي أحب الناس إلي قلب رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لكنه حرص علي سيادة القانون . وعندما ضرب ابن عمرو بن العاص ابن أحد الاقباط وذهب يشتكيه لعمر بن الخطاب اقتص عمر للقبطي من عمرو بن العاص وابنه وقال جملته الشهيرة" متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟"
وأيضاً تم تحريم شهادة الزور حتي لو كانت علي الأب ففي القرآن الكريم : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم او الوالدين و الأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولي بهما فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً" سورة النساء.
ظاهرة ببلادنا تهدد سيادة القانون : الواسطة والمحسوبية وأعتقد أن البلاد قد عانت بما فيه الكفاية من هذه النقطة ومن عدم وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب. أهمية الحرص علي سيادة القانون: أن من سنن الدنيا دوام الحال من المحال وإذا منعتنا سلطتنا من عدم تطبيق القانون علي أنفسنا أوأقاربنا اليوم فعندما أكون في موضع المواطن العادي بلا سلطة سأحتاج أن يطبق القانون لأحصل علي حقوقي فإذا ما كان سائداً نعمت به وإذا كنت انا من منع سيادة القانون فسأجني ما زرعت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق