كل شئ يمر
والحياة لا تتوقف
ومن الخطأ الاعتقاد بأن الأمور تدوم فلا الفرح يدوم ولا الحزن يدوم
أتذكر طائري الرقيق وهو في قفصه مع زوجته
أتذكر منظره في الصباح
وهو مجروح القدم
بعد معركة مع شيئ حاول الهجوم عليهم في الليل
قاوم ودافع
نعم جرح جرحا كبيراً برجله
والدم كان بكل مكان
لكنه لم يكف عن التغريد
كان يقف علي قدم واحدة
ويرفع المجروحة
ظل يغرد ويغني وكأنه يحتفل بروعة النصر
وبعد يومين اختفت جراحه وعاد سليماً
فأدركت عندها أن كل شئ سيئ يمر وينتهي
فقط فلنصبر...وأحياناً فلنصمت
ليس فقط صمتاً عن الكلام ولكن عن كل فكر سيئ
فقد صبر الطائر علي الآلام
كان متشوقاً للعيش بحرية
كان يحاول الخروج من قفصه الصغير
ربما ليدرك أن العالم أكبر مما تخيله
ربما ليدرك أن العالم به أشياء جميلة كثيرة لم يرها من قبل
وبعد محاولات عدة استطاع الإفلات في غفلة منا والخروج من القفص
طار
لم يلتفت وراءه
انطلق في السماء
بعيداً
يغرد بصوته العذب
قلت في نفسي عندها
لابد أنه سعيد الآن
فقد تخلص من قيوده
و أدرك أن هناك أشياء أخري بالعالم
تستحق أن يراها
ويستمتع بها
نحن فقط لا نري هذه الأشياء أو لا نريد أن نجهد أنفسنا في رؤيتها
وأعتقد أن السعادة تكمن في الاعتراف بوجودها
لكنها ليست ظاهرة
فدوماً كل ما هو سئ هو الظاهر كزبد البحر
وكل ما هو ثمين
كامن في الأعماق
كاللؤلؤ
ولكي نحصل عليه لابد أن نتعلم الغوص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
"أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب " البقرة (آية:214)
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" -آل عمران
"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ﴿126﴾ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ﴿127﴾ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴿128﴾" سورة النحل