أمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بقراءة سورة الكهف كل يوم جمعة فإنها تضئ لصاحبها من النور ما بين الجمعتين
والمتدبر لما جاء فيها من القصص سيكتشف أنها أوردت صفات هامة لابد من توافرها فيمن يريد معرفة الطريق الصحيح في هذه الحياة:
قصة أصحاب الكهف:
مجموعة من الفتية وجدوا أنفسهم قلة مضطهدة وسط مجتمع فاسد كافر بالله يتربص بهم ليقتلهم لكن فضلوا الهروب من هذا المجتمع
والاختباء بالكهف حتي تتغير الامور , لقد أصروا علي الثبات علي ما اختاروه ورفضوا الانسياق للتيار السائد وهو الكفر
كم نحتاج جميعاً لأن تتحقق فينا صفتان هامتان منهم :
(1)الثبات علي الحق والتمسك به وسط تيارات الظلم والجهل التي تملأ محيطنا.
(2) الثقة التامة في الله فعلاً لا قولاً , فقد كان آخر ما فعلوه هو أنهم ناموا بالكهف واثقين في الله أنه لن يضيعهم فأنامهم 300 عام
ثم أيقظهم وماتوا بعد ذلك بعد أن بين لهم أنه نجاهم من القوم الظالمين وكأن عملهم القلبي وهو الثقة بالله تعالي كان كفيلاً بأن يكون آخر أعمالهم في هذه الدنيا.
قصة موسي والخضر عليهما السلام:
طبعاً كلنا نعلمها لكن أريد أن أعلق علي نقطتين فيها:
(1)قبل لقاء الخضر سار سيدنا موسي عليه السلام مسافة كبيرة وكان علي استعداد للسير حقباً من الزمن في سبيل ايجاد الخضر الذي أخبره الله تعالي أنه لديه من العلم ما ليس عند موسي عليه السلام
هذه الاستماتة والتضحية في سبيل طلب العلم أعتقد أننا لابد أن نتحلي بها .
(2) بعد لقاء الخضر والمضي في الرحلة يثبت لنا كل حدث فيها صدق الآية القرآنية التي تخبرنا أنه عسي أن نكره شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً , فقد تضمنت مصائب في الرزق لأصحاب السفينة التي تم خرقها ولكن ذلك كان أخف من أن تتم مصادرتها من الملك الظالم.
وتضمنت مصيبة الموت بقتل الطفل إلا ان ذلك كان أفضل لوالديه الذين كانا سيتجرعا العذاب والألم من ابنهما إذا كبر.
وتضمنت أن الله هو الشكور وأنه قد حفظ أبناء العبد الطائع بعد وفاته وسخر رسولاً ليساهم في بناء الجدار لهما ليحفظ كنزهما حتي يكبرا.
كانت مجرد تأملات في سورة جامعة لنقاط عديدة هامة لنا في الطريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق