الأحد، 21 يونيو 2009

السفينة

السفينة

مفهوم عميق يؤثر بشكل كبير في كل جوانب حياتنا الخاصة والعامة.
إذا ما ذكر هذا اللفظ تتبادر إلي أذهاننا جميعاً صورة الناقل الذي يلجأ إليه الإنسان لينتقل من مكان لآخر بعد أن عجز عن قطع الطريق بينهما بمفرده.
إذن فهي المنقذ الوحيد للإنسان في عرض البحر عندما تشتد حوله الأمواج العاتية.
ومن الطبيعي أن تجد أن الهدف العام لركابها وهي في عرض البحر هو الوصول بسلام إلي البر الآمن فكل منهم يعلم جيداً أن غرق السفينة يعني موته المحقق, لذا فمهما اختلف مع من معه علي ظهرها فلن يبادر إلي فعل شئ يتلف السفينة ;حرصاً علي حياته ,فقد أيقن أن أمنه جزء
من أمن السفينة.
إذا ما طبقنا هذا المثال علي حياتنا سنجد أننا في أحيان كثيرة ننسي أن أمننا مرتبط بسلامة السفينة فنسير تبعاً لأهوائنا ونهدم بعض جوانبها بهدف الانتقام من فئة من ركابها أو بهدف الاستيلاء عليها ونحن لا ندري أننا سنكون أول الغارقين.
قد أقصد بالسفينة الوطن, وقد أقصد بها منازلنا , وقد أقصد بها أهدافنا المشتركة.
كم مرة أحدثنا ثقوباً بسفننا دون أن ننظر إلي عواقب ما نفعله!
في عصرنا هذا يكفيك أن تتابع نشرات لاأخبار لتدرك أننا علي وشك إعلان تلف كل سفننا وغرق كل الركاب.
إذا ما اختلفنا مع بعضنا البعض حول الآراء والتوجهات يسارع البعض إلي إحراق أجزاء من وطنه او تفجيرها وهذا هو الحادث الآن في إيران عندما اعترض البعض علي نتائج انتخابات الرئاسة فقاموا بإحداث التفجيرات والحرائق وهم لا يدرون انهم يسيرون في اتجاه تدمير وطنهم وسيلة الحماية الوحيدة لهم في عالم يفضل أن يتبع قانون الغاب .
لم يستطع الغرب النيل من إيران بكل وسائل الضغط لكن الذي سينا من هذه السفينة القوية هم ركابها الذين قرروا الإنتحار وإغراق كل الركاب حتي ولو لم تخطر علي بالهم هذه النتيجة.
ولم الذهاب بعيداً وسفننا توشك أن تغرق كل يوم بل كل ساعة لنفس السبب؟
لقد احدثت الخلافات بين فتح وحماس بفلسطين أضراراً فاقت ما أحدثته الآلة العسكرية الصهيونية بمراحل.
لم يدركوا أنهم في سفينة واحدة فبات كل طرف في إتلاف اجزاء منها انتقاماً من الطرف الآخر وأملاً في الانفراد بالقيادة وهم لا يدرون أنهم أول الغارقين وبالفعل جميعنا رأي مظاهر الغرق هذه.
وفي بلادنا لم نسلم من هذه الظاهرة فبات الجميع يتصارعون للإنفراد بقيادتها وهم لا يدرون أنها أصبحت بالية بأفعالهم ولن تقدر علي حملهم أكثر من ذلك إذا لم يرمموها.
لا أقصد بكلامي أننا يجب أن نسكت عن الباطل ونستسلم حتي لا تغرق السفينة , ولكني أقصد أن نوقن ان سلامتنا جزء لا يتجزأ من سلامتها وإذا ما ثقل الباطل في أحد جوانبها بحيث أوشكت علي الغرق فلنسرع جميعاً للجانب الآخر لنعيد إليها التوازن بأثقال الحق والحب والخير والتسامح والإخلاص.
ولقد تطرق رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم إلي مفهوم السفينة في قوله:" مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة فاصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها ,فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فآذوهم , فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا,فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً, وإن أخذوا علي ايديهم نجوا ونجوا جميعاً".
إنه مفهوم واسع كما ذكرت ومتغلغل في كل جوانب حياتنا فالسفينة هي قوة الوطن التي تحمينا من غدر الأعداء .
وهي الأبناء الذين نري فيهم مستقبلنا .
وهي الصالح العام لكل افراد الجماعة.
والآن هل ستعالج ثقوب سفينتك أم ستتركها تغرق؟

هناك تعليقان (2):

  1. إيمان سلطان21 يونيو 2009 في 1:23 م

    موضوع جميل اوى يا اميمه
    فعلا احنا فى مواقف كتير بيكون اللى يهمنا ان احنا ننتقم لانفسنا ومبنفكر ان ممكن اول اللى يتأذوا من ده هوه احنا
    الىالامام دائما وهتبعك على طول ان شاء الله

    ردحذف
  2. عندك حق يا إيمان
    وشئ يسعدني جداً انك تكوني من زوار المدونة
    منورة يا قمر.
    اميمة

    ردحذف