إذا كان هناك مخلوق له علينا حق الشكر والامتنان فهو بلاشك القلم.
عندما يضيق صدرك ولا ينطلق لسانك بالكلمات،
وتتراكم علي ذهنك الأحداث،
فيزداد ضغط مشاعرك،
وتوشك أن تنفجر....
يأت هذا الخل الوفي،
ليمسك بأناملك،
ويعبر بها بأمان أمواج الفكر المتلاطمة،
فتستحيل خواطرك المتناثرة المضطربة إلي نسيج محكم متجانس،
وتتمكن عندها من سبر أغوار نفسك الانسانية ،
فتتحطم الصورة الهلامية وتستبدل بكيان حقيقي ملموس واضح المعالم.
عندما تضعف أو تتلاشي حاسة السمع وفضيلة الانصات فيمن حولك،
وتجد نفسك محاطاً بسياج عالِ من الضوضاء،
يأت هذا الصديق الهادئ،
لينصت في صمت لأنينك الداخلي،
ويفتح لك باباً وسط هذا السياج كي تتمكن من الخروج و التحليق في سماء التأمل.
عندما يتمرد من حولك ،
وتتمرد عليك نفسك،
تجده الجندي الوحيد في الكتيبة الذي لا يزال ممسكاً براية الولاء لك،
أينما توجهه يأت بما تريد.
عندما نسير طويلاً علي شطئآن الحياة،
وتمحو رياح وعواصف الزمن آثار أقدامنا،
يقف القلم في موضع كل أثر ليخبر الجميع :
أنا مررنا هنا يوماً في فجر الزمان!
أيها القلم : شكراً