لا تتحدى شخصاً ليس لديه ما يخسره!
أعجبتنى هذه العبارة التى قرأتها في مكان ما على صفحات الانترنت ،ولا أدرى لماذا ذكرتنى علي الفور بالعمال المعتصمين أمام مجلس الشعب على رصيف الشعب.
لم أعد أتابع أخبار الاعتصامات والاحتجاجات ربما لكثرتها وربما حفاظاً على صحتى النفسية قبل الجسدية.
لكن هذه الواقعة بالذات كانت مختلفة فقد رأيت المعتصمين بشكل مباشر ومررت من جانبهم أثناء تواجدى بوزارة الصحة بالقاهرة التى تبعد بخطوات قليلة عن مجلس الشعب مكان الاعتصام.
كانت هى المرة الأولى التى أرى فيها المعتصمين بشكل حى تتطوقهم قوات الأمن المركزى من كل جانب ويهتفون بغضب وثورة لا يخشون شيئاً .
عرفت فيما بعد أن سبب الاحتجاج هو عدم صرف رواتبهم المتأخرة منذ شهور عدة !
لم يعد لدى الواحد منهم ما يخشى خسارته بعد أن فقد ما يعينه على سد أبسط احتياجاته .
كيف ينظر الرجل في وجه أبنائه وهو لم يعد يملك المال اللازم لسد جوعهم على الأقل ؟!
ناهيك عن أنه مطالب بإشباع ولو جزء صغير من طموحاتهم.
لم يعد لدى الكثيرين في هذا الشعب ما يخسرونه ولا ما نهددهم بخسارته إذا لم يمتثلوا للأوامر ويعلنوا الولاء والطاعة في كل كبيرة وصغيرة ، لذا فلنتوقع منهم أى ردة فعل .
أتذكر فيلماً مصرياً للفنان أحمد زكى _لا أتذكر اسم الفيلم_ ولكنه كان يجسد شخصية مجرم هارب من الصعيد عندما حاولت الشرطةالضغط عليه ليسلم نفسه قامت بالقبض علي أمه "الفنانة أمينة رزق" كى تجبره علي الاستسلام،،، استجاب الهارب وسلم نفسه فور علمه
بهذا لأنه إن لم يسلم نفسه كان سيخسر كرامته .
لكن كيف الحال إذا انتقلنا للواقع؟ تُرى هل لو استخدمت الشرطة نفس الأسلوب اليوم مع أحد الاشخاص سيسلم نفسه فعلاً
أم أنه سيصلى شكراً أن وجدت أمه ملجئاً علي الأقل ورغيف خبز في قسم الشرطة بعدما فشل في تسديد إيجار المنزل وشراء الخبز هو لها؟!!!!
إنه ناقوس الخطر يجبرنا أن ننهى هذه الأوضاع العصيبة لهذا الشعب المطحون.