الأربعاء، 8 فبراير 2012

خلف الشاشات !!!!!

"خلف الأسوار ".... أحد البرامج القديمة التي كانت تذاع علي التليفزيون المصري وتهتم بتحليل الجرائم وإجراء حوارات مع بعض نزلاء السجون ، و كانت تطالعنا مذيعته بجملتها المعتادة في بداية ونهاية كل حلقة : "خلف الأسوار لا فرق بين النور والظلام ".
ولا أدري لم أشعر أننا الآن قد نشارك السجناء هذا الإحساس! بدءاً من الأيام الأولي للثورة ومروراً بوقائع ومعارك : " الجمل" و" محمد محمود" و " ماسبيرو" و " مجلس الوزراء" و " كنيسة صول" و"اقتحام السفارة الاسرائيلية" و"مذبحة الألتراس" ثم "محمد محمود" مرة أخري وغيرها ... إذا لم يقدر لك أن تكون بداخل أي من هذه الأحداث فتشهد الحقيقة المجردة ، وشاء القدر أن تكون متابعاً لمصير بلدك وشعبك وإخوانك وأنت خلف شاشات التلفاز أو الفيس بوك فمن المؤكد أنك شعرت بهذا الشعور: شعور العجز و الضباب.
خلف الشاشات.... لا فرق بين الحقيقة والخيال، لا فرق بين الصدق والافتراء، لا فرق بين دموع أم ثكلي تدفقت في صمت لعلها تطفئ لهيب قلبها الممزق، وبين دموع أفعي مزقت بدم بارد هذا القلب.
خلف الشاشات...... ومنذ زمن بعيد حتي قبل ثورة يناير منذ بداية الانتفاضة في فلسطين والحرب علي أفغانستان والعراق منذ أبو غريب وجوانتانامو، هناك من يشعر بالعجز فقط قُدر له أن يري اخوته يسحقون ويسحلون ويُضربون وتُلوي أعناقهم ثم يموتون ثم في القمامة يلقون وهو لا يستطيع أن يحرك ساكناً! يبكي يتألم ثم يذهب ليمارس حياته لأنه لا يملك خياراً آخر!!!
خلف الشاشات..... هناك من سئم الوجوه التي اعتادت الكذب، والأفواه التي اعتادت الجدل، واللجان التي تتبعها لجان تتبعها لجان وبرامج "التوك شو" والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع الجميع يتحدث ويجادل الجميع يحلل ثم يحلل ثم يخون أو يكفر ثم ننسي جميعاً حتي يسحقون مرة أخري فنعيد الدائرة نتحدث في المجالس نُشَيّر علي الفيس بوك نحلل نتجادل نُخوِّن نُكفِّر ثم ننسي !!!!
خلف الشاشات.... هناك من قرر النزول وسط الأحداث ليتخلص من الضجيج ويحطم هذا السور الضبابي فيسعف جريحاً أو ينظر بعينيه للحقيقة لا بنظارات عقيمة ليري الأمور من مكان آخر غير الكنبة ! ليتخلص من هذا الشعور الأليم بالعجز فأصبح هو الآخرخبراً ضمن نشرات الأخبار واسماً يضاف للائحة الجدل بلطجي أم شهيد؟ قاتل ام مقتول؟ ثائر أم مخرب؟
فهل يكون الحل هو تحطيم الشاشات؟!
ولا أجد نهاية لمقال عاجز غير اعتذار وطلب صفح من خلف الشاشات لمن هم في قلب الأحداث وتوسل إلي الذين يحتلون الشاشات أن ترحموا من خلفها !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق